القائمة الرئيسية

الصفحات

النظرية الجشطلتية : تعريفها ومفاهيمها الأساسية ، مبادئ الجشطلت وتطبيقاتها التربوية | تجارب كوهلر على القردة

النظرية الجشطلتية : تعريفها ومفاهيمها الأساسية ، مبادئ الجشطلت وتطبيقاتها التربوية | تجارب كوهلر على القردة
 


 نبذة تاريخية عن النظرية الجشطالتية وتعريف لها

         ظهرت النظرية الجشطلتية في ألمانيا في بداية القرن العشرين على يد ماكس فرتيمر  Max Wertheimer   ، وانتقلت بعد ذلك إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، على يد كل من كورت كوفكا  Kurt Koffka      ولفجانج كوهلر  Wolfgang Köhler .

         والسبب في ظهور هذه النظرية هو رفض ماجاءت به النظرية السلوكية ، خاصة نظرية الإرتباط التي  ترى أن التعلم يتم بالمحاولة والخطأ ( نظرية الارتباط لثورندايك ) وأن السلوك الإنساني قابل للتجزئ والتحليل إلى وحدات .

         حيث أن النظرية الجشطالتية ترى عكس ذلك ، أي أنها ترى أن التعلم يتم بإدراك المتعلم لذاته ولموقف التعلم وأن السلوك الإنساني سلوك كلي غير قابل للتجزئ والتحليل  إلى وحدات .

         ماذا تعني كلمة « جشطلت » ؟

         كلمة جشطلت Gestalt هي كلمة ألمانية ليس لها مرادف في اللغة العربية ولا يمكن ترجمتها ترجمة دقيقة إلى اللغة العربية ( كما لا يمكن ترجمتها ترجمة دقيقة إلى جميع اللغات الأخرى لذلك تم الإبقاء على الكلمة الأصلية ) ،

         و كلمة جشطلت تعني أقرب مايكون البنية أو الصيغة أو النمط أو الكل المنظم أو الشكل الكلي أو الكل المتكامل الأجزاء

         الجشطلت هو كل مترابط الأجزاء باتساق وانتظام .

         الجشطلت هو النقيض للمجموع إذ إن المجموع ليس أكثر من حزمة من  الأجزاء أو سلسة من القطع أو الأجزاء التي قد تكون مشبوكة أو ملصقة بعضها ببعض بطريقة عشوائية .

 المنظرون الأساسيون أو رواد النظرية الجشطلتية :

         ماكس فرتيمر  Max Wertheimer   (1880-1943): يعتبر بصفة عامة مؤسس النظرية الجشطلتية ، وقد انضم إليه كل من :

          كورت كوفكا  Kurt Koffka     (1886- 1941)

          ولفجانج كوهلر  Wolfgang Köhler (1887-1967)

          وقد نشر الأخيران أبحاث في النظرية الجشطلتية أكثر من ماكس فرتيمرنفسه .

    المفاهيم الأساسية للنظرية الجشطاليتة :

         البنية أو التركيب : لكل جشطلت بنية متأصلة فيه وتميزه عن غيره . وهي عبارة عن عناصر مرتبطة فيما بينها تشكل لنا مفهوما للجشطلت،

         المربع على سبيل المثال

         الاستبصار : الفهم الكامل لبنية الجشطلت، من خلال إدراك العلاقات القائمة بين أجزاء الشكل الكلي ، وهو بالتالي حالة إدراك مفاجئ للعلاقات التي تحكم مكونات الموقف أو المشكل في كليته ، أي إدراك الكائن الحي للعلاقات التي توجد في المجال أو الوضعية أو الموقف .

         الإدراك : هو الإلمام بكل الأجزاء المكونة للبنية والموقف وبه يتحقق الاستبصار أو الفهم ، وبعبارة أدق ، هو عملية تنظيم المدخلات الحسية في خبرات لها معنى .

         الفهم والمعنى : تحقيق التعلم يقتضي الفهم العميق للعناصر والخصائص المشكلة لموضوع التعلم، وبالتالي الكشف عن المعنى الذي تنتظم فيه هذه المحددات، حيث الفهم هو كشف استبصاري لمعنى الجشطالت، أن التعلم يتحقق عندما تستطيع الذات عن طريق الاستبصار فهم معاني البنية والانتقال من الغموض إلى الوضوح .

         التنظيم : العملية التي يتم بواسطتها الكشف عن العلاقة بين أجزاء الجشطلت.

         إعادة التنظيم : يحيل على فعل الذات في البنية من خلال إعادة تنظيم مكونات البنية حسب خصائص الذات.

         الانتقال : القدرة على نقل لحظة الاستبصار إلى مواقف متنوعة ذات صلة بالمشكلة الأصلية .

         التعميم : التحقق من حصول التعلم يكون بتعميمه على مواقف مشابهة في البنية الأصلية ، و مختلفة في أشكال التمظهر .

         الدافيعية الأصلية : تعزيز التعلم ينبغي أن يكون دافعا داخليا نابعا من الذات نفسها ( وليس دافعا خارجيا كما في النظرية السلوكية ) .

             تجارب كوهلر على القردة :

         التجربة الأولى : مشكلات الصندوق

         وضع كوهلر قرد جائع من نوع الشمبانزي داخل قفص .

         علق في سقف القفص موزة حيث لا يمكن للقرد الوصول إليها .

         وضع صندوق داخل القفص في مرآى القرد .



تجارب كوهلر على القردة : مشكلات الصندوق


·        حاول القرد الوصول إلى الموز وذلك بمد يديه إلى الموز والقفز بطريقة عشوائية ، إلا أن جميع محاولاته باءت بالفشل.


تجارب كوهلر على القردة : مشكلات الصندوق

·        وبعد عدة محاولات فاشلة ، لمح الصندوق المتواجد جانبه ، فدفعه أسفل الموزة وصعد فوقه وحصل بعد ذلك على الموزة ( عمليتا الاستبصار والإدراك ).

تجارب كوهلر على القردة : مشكلات الصندوق

·        التجربة الثانية : مشكلات العصي

·        وضع كوهلر قرد جائع داخل قفص.

·        وضع بجانبه عصا .

·        وضع موزة خارج القفص بحيث لايمكن للقرد الوصول إليها .

تجارب كوهلر على القردة : مشكلات العصي

·        حاول القرد الحصول على الموزة إلا أنه لم يستطيع الوصول إليها

·        بعد عدة محاولات فاشلة ، التقط العصى وأخذ يلعب بها

تجارب كوهلر على القردة : مشكلات العصي

·        بعد ذلك استخدم القرد العصى للحصول على الموز( الوصول إلى الحل فجأة ) بعد حدوث عملية الاستبصار.

تجارب كوهلر على القردة : مشكلات العصي

·        نتائج تجارب كوهلر :

·        يصدر السلوك عن حالة التوتر النفسي الموجودة ( الجوع في تجربة القرد).

·        يهدف السلوك إلى الوصول إلى ما يزيل حالة التوتر ( الموز في التجربة ) .

·        قد يوجد عائق يحول دون الوصول إلى الهدف المرجو لإزالة التوتر( الموز معلق في السقف في التجربة الأولى ، أما التجربة الثانية فالموز خارج القفص ) .

·        كيف يمكن استغلال هذه النتائج ؟

@   على المتعلم أن يدرك المجال الذي يحيط به إدراكا واضحا .

@   الحل يأتي فجأة نتيجة ما يسمى بالاستبصار، ففي جميع التجارب السابقة نجد أن الشمبانزي يحاول الوصول إلى الهدف عبثاً في أول الأمر، ثم فجأة يصل إلى الحل .

@   للوصول إلى الحل فجأة أو ما يسمى بالاستبصار يجب إدراك العلاقات المختلفة بين ما يوجد في مجال البيئة .

@   الحل الذي يتوصل إليه عن طريق الاستبصار يمكن تطبيقه في مواقف جديدة .

 قوانين التعلم حسب النظرية الجشطالتية :

         قانون التشابه :

     العقل يدرك الأشياء المتشابهة بسهولة .

         قانون التقارب :

    تقارب الأجزاء و الأشياء يؤدي إلى إدراكها.

         قانون التماثل :

    إن الأشياء التي تتقابل إنطلاقا من محور واحد، تدرك غالبا كأنها أشكال تامة و واحدة .

         قانون الإغلاق :

    ندرك الأشياء الناقصة على أنها مكتملة ، فالدائرة التي ينقصها جزء ندركها كدائرة مكتملة ، يعني أن الفرد يكمل الأشياء أثناء عملية إدراكها .


         قانون الاستمرارية :

    يعني إدراك الأشياء على أنها مستمرة حتى لو لم تكن كذلك.

         قانون التنظيم :

    يتم إدراك الأشياء إذا تم تنظيمها وترتيبها في أشكال وقوائم بدلا من بقائها متناثرة.

         قانون الشمول :

    تدرك الاشياء كصيغة اذا كان هناك ما يجملها و يشملها.

مبادئ الجشطلتيين التربوية :

         التعلم يسير من العام إلى الخاص .

         يتم التعلم عن طريق الفهم وليس الحفظ .

         التعلم لايحدث بالتكرار وإنما بالفهم والاستبصار ( الاستبصار شرط للتعلم ، الفهم شرط للتعلم) .

         التعلم يحدث نتيجة الإدراك الكلي للموقف وليس إدراك أجزائه المنفصلة .

         التأكيد على طريقة الإجابة الصحيحة ، وليس على الإجابة في حد ذاتها.

         إثارة الدوافع الداخلية للمتعلم تكون سببا في ديمومة الإقبال على التعلم.

         التعلم مرتبط بالنتائج التي يؤدي إليها.

                       التطبيقات التربوية لنظرية الجشطلت :

         تعليم القراءة : يبدأ المدرس بدراسة الجملة ثم الكلمة ثم الإنتقال إلى الحرف باعتبار أن الكلمة لا معنى لها إلا في إطار الجملة وأن الحروف لا معنى لها إلا في إطار الكلمة .

         دراسة النصوص الأدبية : تكون البداية بقراءة النص بكامله للحصول على الفكرة العامة ثم الإنتقال الى الأفكار الرئيسية على أساس أن الأفكار الجزئية لا تدرك معانيها إلا في إطار المعنى العام .

         يجب أن يكون تأكيد المعلم الأساسي على الطريقة الصحيحة للإجابة وليس على الإجابة الصحيحة في حد ذاتها .

         تنظيم مادة التعلم في نمط قابل للإدراك مع الاستخدام الفعال للخبرة السابقة ، وإظهار كيف تتلاءم الأجزاء في النمط ككل .

 




 

أنت الان في اول موضوع

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق
  1. شكرا على المقال الشيق و المفيد
    يسرنى تشريفكم فى مدونتى "مدونة علم النفس"
    ما هى مدرسة الجشطالت؟

    ردحذف

إرسال تعليق